فى السحر كعادتها اطلت من شرفتها قبل دقائق معدودة من اعظم حدث يومى ..الفجر.. تطلق سراح الروح لعنان السماء لتبدأ رحلة قصيرة من التأمل والبوح يردد لسانها الاستغفار لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين كم عظيم هذا الدعاء انه استغفار وتوحيد ومناجاة وتوبة واعتراف بالذنب وتسبيح انه اكثر من ذلك انه رحلة ايمانية تصحبها طول فترة السحر يسافر بها القلب والوجدان وايضا اللسان عبر الكون مسبحا لرب الملكوت رب البرية رب كل شىء ومليكه
تنظر الى النجم وتطيل النظر كم بعيد كم تراه العين ضئيل لكن يعلم عقلى جيدا انه اكبر بكثير من كوكب يحملنى من المؤكد ان كان يرانى هذا النجم سيرانى ضئيلة جدا كما اراه وقد لا يرانى كحال دنيانا كبير الحجم والمقدار قلما رأى صغيرا تافها بالنسبة له هذا النجم ليس وحده بل بجواره مئات النجوم على مستوى انظارى وبلاشك هناك المليارات التى لا استطيع ان اراها حقا بعيناى هذه
هذا التأمل يأخذنى فأتفكر فى عرش الرحمن الذى الكون باكمله لا يأتى حبة رمل فى صحراء بالنسبة له اى هذا النجم الكبير الضخم الهائل لايمثل شيئا بجانب عرشه سبحانه وجل شأنه وانا من انا امة من جنس بنى ادم عبده الرحمن اتفه من ان اذكر بجانب عرشه جل شأنه ومع هذا الكون العظيم يختارنا الخالق لنكون خلفاؤه اى اجدادى وذريتى خلفاء لرب الكون الاعظم يا الله كم رفع من شأننا الخالق ومااجمل ان يعلى قدرك خالق الكون وخالقك انه لشرف على شرف انظر لارى بسطح احدى الجيران فئران صغيرة تجرى فى هذا الليل واضواء النجوم يالها من مخلوقات صغيرة امقتها لكن لحظة انها مخلوقات لله فى هذا الفجرهل ياترى ماذا يجرى بداخلها هل تسبح هل تشعر بافراح السماء وتشرفها بنزول ربى للسموات القريبة منا ليسمع دعاءنا وهل هذه المخلوقات فقط فماذا عن الشجر الذى امام المنزل المجاور وماذا عن الجدران وماذا عن الهواء الخ هكذا حدثت نفسها المتأملة والسارحة بملكوته .. تعاود الذكر والاستغفار والدعاء ربى لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين فتتسارع وتتباهى الحناجر من فوق الماّذن فى خشوع وتهليل لفجر جديد الله اكبر الله اكبر .. الصلاة خير من النوم ينتعش كل مابها من دماء وتتجدد وتتنفس بعمق وتخشى خروج نفس امتلأ بأمل وسلام من روح الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق