السبت، 9 نوفمبر 2013


مسرح الحوليات : مسرحية "معركة الرجل الأخير" ( الفصل الأول ) النسخة النهائية 

     مسرح الحوليات : مسرحية "معركة الرجل الاخير " ( الفصل الاول )
النسخة _ السيناريو الأصلى

 مسرح الحوليات : مسرحية "معركة الرجل الاخير " ( الفصل الاول )

                                                                        







لربما لو حاول أحدهم عدّ خطوات الرائد ميلر التي مشاها و هو يذرع الغرفة جيئة ً و ذهابا ً , لتعب من العدّ ... و صدق المثل : عدّ الخطوات ليس كمثل سيرها ..
الرائد ميلر شاب في الـ 300 من عمره - متوسط الأعمار على كوكب الأرض في السنوات الأخيرة يصل إلى الـ 600 سنة بفضل عمليات تجديد الخلايا الذاتي و تلك قصة طويلة - أسمر البشرة , متعدد الانتماء ( فوالده إيطالي بينما أمه نصف فضائية ! ) , لسنا بحاجة إلى القول بأنه وسيم الملامح .. لكن وسامته لم تشفع له حين تعلّق الأمر بحماية الأرض .. فمنذ أكثر من 100 عام و كوكب الأرض يعيش في حرب مستمرة مع سكان عدة كواكب كان السبب وراءها جشع الأرضيين الذين أرادوا احتلال الفضاء بعد القضاء على كوكبهم ..
(الرائد ميلر) : تبا ً لك يا صلاح , تبا ً لغبائك العربي , لن يتطور العرب حتى لو وصلنا إلى عام 10000 ! .... جهازه البيريكونيكت لا يعمل ... , لماذا ؟؟ لماذا عليّ تحمل كل هذا وحدي ؟ - تزداد سرعة حركته في الغرفة , يجرب الاتصال يائسا ً .. و ما زال الاتصال بينه و بين قائده المدعو صلاح مستحيلا ً ... و بغضب يرمي الجهاز باتجاه الباب الحراري الذي ينفتح بمجرد استشعاره لأدنى حركة اتجاهه و هنا يدخل كل ٌ من أنجلو و مشير ( أفضل حارسين مرّا على الجيش السريّ )
(الرائد ميلر) : من سمح لكما بالدخول , اغربا عن وجهي ...
ينصرف كلا الحارسان بعد تأدية التحية العسكرية
بعد هنينة , يعاود (الرائد ميلر) استدعائهما ..
(الرائد ميلر) : انجلو .. أريد منك الإسراع إلى المنزل الآمن على القمر , هناك ستجد القائد , أخبره أنه وصلتنا معلومات خطيرة بخصوص المهمة الجاسوسية في كوكب كربتون ... , و أنت يا مشير اذهب إلى غرفتك و احزم حقائبك .. أنت معفى من مهامك اعتبارا ً من اليوم ... رافقتكما السلامة ..

خرج كلا الحارسين بعد تأدية التحية العسكرية ( وحده انجلو من قام بها , أما مشير فلم يعد مضطرا ً لذلك ! )



( أسرعا إلى الخارج ,, ثم توقفا خارج الغرفة قبل أن يفترقا .. أنجلو لا يبدو مرتاحًا وكأن في داخله جُرح لم يندمل بعد .. عيناه الخضراوتان قبل النضج قد ذبِلَت ,, عينان فرنسيتان على وجه أسمر عربي , فقد وحدت الحرب جميع الأعراق , هو ليس نحيفاً لكنه يبدو كذلك , لا يهتم كثيرا ً في مظهره الخارجي لكنه يحرص فقط على أن يحافظ على رأسه دون أن يشغل شعره البني الداكن مساحة عليها .. قد بلغ من العمر 250 عامًا .. يقرأ كثيرًا وينسى سريعًا لأنه سبق أن تعرض لغاز النسيان في أحدى المرات التي حاول فيها التصديّ لإقتحام المقر , ثم تذبذبت على اثرها ذاكرة انجلو لكن أحدًا لم يكتشف هذا وظنوا أنه يسهو كما قد يسهو أي أرضيّ آخر ) . أنجلو : رافقتكما السلامة .. ها ! (استرجع عبارة "ميلر" وهو يهز رأسه مستنكرًا .. ) انجلو : آه يا مُشير ... رأسي مليء بالمصائب , منذ أن بدأت الحرب وبعد منع القادة الجنود من الزواج وكل قصص الحُب فانية , أتدري ؟ أنا لم أخبر أحدًا ان محبوبتي تزوجت أمس ... عمرها فقط 150 عام , اللعنة! ما زالت صغيرة على الزواج !! ربما تستنكر وقوفي عاجزا ً إزاء الأمر لكن بالله عليك اخبرني ماذا كان علي أن أفعل ونيران الحرب مشتعلة, أن أنتظر "فلانتينو" الذي تحكي عنه الأساطير لينقذ حبنا !؟!!.... ( يسير خطوتين ويتعثر بالبيريكونيكت ) انجلو :أخ ما هذا! انظر يا مُشير أنه يشبه البيريكونيكت,أليس كذلك؟ ربما رماه طفل ما كان يحاول أن يبتكر جهازًا مماثلا فانظر إلى ما صنعه. ( ثم تناوله أنلجو من على الأرض وأخذ يتفحصه وهو على يقين بأنه لعبة لأنه يستحال أن يهمل ميلر جهازاً في خطورة البيريكونيكت ) انجلو : خذه أنت .. ( أعطاه الجهاز ثم أردف ): لم تخبرني ماذا ستفعل بعدما أوقفك ميلر عن الخدمة ؟! أراك غاضبًا .




مُشير ( مُحدثا نفسه ) : أيها المتعجرف اللعين تباً لك .. تحملت حماقاتك كثيرا .. لن اتركك قبل ان تدفع ثمن قرارك الاحمق هذا ( كان مشير يهمهم بصوت بالكاد مسموع وهو يتميز من الغيظ وتكاد العروق ان تنفجر اسفل بشرته البيضاء الثلجية ووجناتاه واذنيه كساهما اللون الاحمر القرمزى الذى يميز من على وشك الانفجار غضبا ) .. هذا المتغطرس النرجسى لاينسى ابدا انى من اصل عربى ولم يكن ضمن حساباته ابدا ولا يعترف بنصفى الاوروبي فبشرتي وعيناى الزرقاوان تشهد ومع ذلك يصر على معاملتي بالإزدراء على الرغم من ان انجلو ايضا له نفس الجذور العربية لكن قد يكون هناك امرا اخر يجعله يعاملنى هكذا نعم انه هو ذكائى اللامحدود الذى لا يريد ان يعترف به ابدا ... وكاد ان يقتلنى بنظراته الحاقده يوم اجتماعنا والقائد صلاح وانجلو , فكان يتفنن فى القاء الاوامر الصارمة على عكس القائد "صلاح " الذى كان يشيد باخلاصنا الشديد ولا انسى عندما اختلفا هو والقائد على خطة الحرب السابقه وذكرت لهم ان لابد وان نصنع جهاز غير مرئى نزرعه على سطح القمر يلتقط بالاشعه البرونزيه الأثير المحمل بالموجات الضوئية ليعكس لنا كافة تحركات الكواكب الاخرى لتتضح لنا الامور اول باول . ( جاء صوت انجلو ليقطع تفكيره فى بادىء الامر لم ينتبه لما قاله انجلو لكنه التقط بعضا من كلماته الاخيرة والتى كانت علي هيئه السؤال فرد عليه مشير بلهجة متردده حائرة ومازال علي ما كان عليه من الغضب ) مشير ( موجهًا كلمته لأنجلو ) : ها ! اّه .. لا ... لا .. ادرى دعنى وشأنى الاّن .
          
                  
                ثم سُمع صوت ارتطام قطعة نقدية بالأرض , أعقبه انفجار هائل في الجدار المقابل ..


أنجلو وهو يكسوه الغبار الأثيري : حمداً لله أنا بخير انا بخير , مُشير أأنت بخير ؟ مُشير اين أنت لا أراك من الأتربة اللعينة ( يعطس .. ) آه لقد تحسست من الأتربة , في الألفية التالتة ولازال العلماء يحاولون إيجاد علاجاً لها علماء حمقى ... ( ويعطس مجدداً أنجلو ) مُشــــــــــير ؟!
مشير لا يتحرك ........ !!
أنجلو : مُشير يا صديقي أين أنت ؟! أرجوك جاوبني .. يا إلهي .. أيناكَ أخي ؟! ( يهمس مٌشير باسم أنجلو .. فيسرع أنجلو بإتجاه الصوت ) ها أنت هُنا مُشير حمدًا لله أنك بخير .. هيّا قف أمسك بيدي وقف هيّا .. ( يهمس مُشير مجددًا ويبدو أنه قد أصيب .. ) أنجلو : ماذا تقول يا أخي لا أفهمك .. ( اقترب أنجلو من مُشير كما طلب منه ليتمكن من سماعهِ جيدًا .. ) أنجلو : ماذا تُريد يا أخي ها أنا أسمعك .
                                 
                                             
                               و هنا يُسدل الستار معلنا ً نهاية الفصل الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

منذ سنة ...

أحيانا يخيل لى أن الموت هو السلام الوحيد فى هذا العالم .. أنا نفس بائسة كلما تخطو الى الامل تهوى ويسقط معها كل ماآمنت به من قيم أنا أضعف ...